العكبــر - البروبوليس

العكبــر - البروبوليس

العكبر أو البروبوليس أو صمغ النحل أو غراء النحل مادة معروفة منذ آلاف السنين، استعملها الفراعنة في التحنيط واستعملها الإغريق في العلاج. كان أرسطو أول من كتب عن العكبر وأول من سماه "البروبوليس" ومعناها "سور المدينة"، فالنحل البري يستعمل العكبر لإحكام مداخل خليته وسد الشقوق لمنع الحشرات والهوام - وكذلك الهواء البارد - من دخول الخلية.

ويمكن تعريف العكبر بأنه مادة راتنجية بلسمية دبقة ذات لون بني غامق أو مخضر، رائحته عطرية مقبولة وطعمه مر، يجمع النحل موادها من الأشجار وغبار الطلع وغيرهما، ويصنع منها هذه المادة التي يستعملها أيضاً - إضافة لما سبق - لتعقيم النخاريب وتحنيط جثث الهوام التي لا يستطيع إخراجها من الخلية.

تعريفه وتـركـيــبـــه

هناك نظريتان حول منشأ العكبر(البروبوليس): الأولى تقول أن النحل يجمعه من براعم الأشجار وصموغها ومفرزاتها، والثانية تقول بأن النحل يصنعه من غبار الطلع.

يعزز النظرية الأولى أن كثيراً من المواد الداخلة في تركيب العكبر قد وجدت في غلاف براعم الأشجار وأنه يكثر جمع العكبر في المناطق التي توجد بها أشجار وخاصة أشجار الحور.

أما النظرية الثانية - وهي نظرية الباحث الألماني الدكتور كوستين ماتشر- فيعززها أن العكبر يحتوي على أغلفة حبوب الطلع وأنزيمات ومواد أخرى غير موجودة في الراتنج المأخوذ من براعم الأشجار. كما لوحظ أن النحل يصنع كثيراً من العكبر عند توفر غبار الطلع بغزارة وفي مناطق خالية من الأشجار.

لا يملك العكبر الموجود في الخلية نفس تركيب ورائحة المواد الراتنجية التي يجلبها النحل وهو عائد إلى خليته مما يثبت أن النحل يستعمل هذه المواد كمادة خام يقوم بتصنيع العكبر منها بإضافة غبار الطلع والأنظيمات والعصارات المعديّة والإفرازات اللعابية والشمع.

يتألف العكبر بشكل عام من:

· 50-70% راتنجات وبلاسم،

· 30% شمع نحل،

· 5-10% غبار طلع،

· 8-10% زيوت أساسية.

ولا يوجد في العكبر بروتينات أو هرمونات أو أحماض نووية. لكنه يحتوي على فيتامينات ومعادن عديدة.

ينحل العكبر بصعوبة بالماء الدافئ وجزئياً بالكحول.

فوائده واستعمالاته

يفيد العكبر، ويستعمل بنجاح، في العديد من المجالات، أهمها:

1 - في المجال الصحي: فهو بشكل أساسي مضاد حيوي واسع الطيف، ورافع للمناعة في جسم الإنسان ومسكّن في العديد من الحالات (للتفصيل انظر.

2 - في التجميل:تستعمل معامل صناعة مواد التجميل بشكل متزايد العكبر في العديد من مستحضرات التجميل وخاصة الكريمات والصابون والعطور وحتى جيل وزيوت الشعر لما له من خواص مفيدة للتخلص من مشاكل البشرة ولحمايتها من التأثيرات الخارجية.

ويمكن إضافة زيت أو فازلين مذاب به العكبر بتركيز 20% إلى كريم التجميل فيحسن من خواصه التجميلية ويفيد خاصة البشرة الجافة وكثيرة التجاعيد.

3 - في الصناعة:هناك استعمالات عديدة للعكبر في الصناعة سنذكر بعضاًً منها:

· تلميع الذهب والفضة بمسحها بالمحلول الكحولي للعكبر بتركيز 20%،

· تلميع الجلود بزيت مذاب به العكبر حيث يعطيها لمعاناً متميزا،

· معالجة الزلاجات بزيت الكتان مذاب به العكبر فيزداد تحملها للبرد والجليد وتقلبات الطقس،

· مقاومة الصدأ في الأدوات والمعدات وذلك بطلائها بالمركّب التالي: جزء من العكبر المسحوق + جزأين من شمع النحل + جزأين من زيت بذر الكتان.

· طلاء الأخشاب بمركّب حسب ما يلي: جزأين من العكبر المسحوق +جزء من شمع النحل + خمسة أجزاء من زيت الكتان. تذاب في حمام مائي ثم تترك لمدة شهر لتنضج ثم تغطّس الأخشاب بها لمدة نصف ساعة ثم تفرك وتلمّع بقماش صوفي.

العلاج بالعكبـر

كيف يستطيع النحل أن يحافظ على خليته خالية من الأمراض وعلى العسل دون أن يفسد على الرغم من وجود عشرات الآلاف من النحلات في بيئة حرارتها 32درجة مئوية ورطوبتها 80-90%؟ الجواب هو العكبر كما أفاد الباحث البريطاني م.ج. تورل. فالعكبر (البروبوليس) مضاد بكتيري وصاد فطري ومعطّل فيروسي، هذا ما توصلت إليه الأبحاث الجادّة حديثاُ. لكن الإنسان عرف هذا منذ زمن طويل واستعمله لهذا الغرض.

فقد ثبت أن الفراعنة استخدموا العكبر في التحنيط، ولعلهم اكتسبوا ذلك من ملاحظتهم تحنيط النحل لجثث الحيوانات التي تدخل خليته ولا يستطيع إخراجها بعد قتلها.

سنستعرض أهم استعمالات العكبر الصحية، ولكن يجب الإشارة إلى أن:

· بعض الناس يتحسسون من العكبر، وتقدر النسبة بواحد من كل ألفي إنسان، عندها يجب تخفيف تركيز العكبر أو إيقاف العلاج به،

· إذا لم يحدث التحسّن بعد استعمال العكبر بأسبوع أو عشرة أيام فيجب إيقافه، كما يجب إيقافه عند حدوث الشفاء.

· يكرر العلاج إذا لزم الأمر بعد عشرين إلى ثلاثين يوم ولا يجوز استعماله بشكل مستمر.

· يجب أن لا تتجاوز الجرعة لكامل فترة العلاج 30غ يمكن تكرارها بعد مضي أسبوعين وتكون الجرعة اليومية من 1 - 3 غ.

· يجب أن لا تزيد الجرعة للأطفال عن نصف الجرعة للكبار. ويجب دائماً التدرج في زيادة الجرعة ممّا يفيد في اختبار حساسية المريض.

علاج الأمراض الجلديّة بالعكبر

علاج الجروح: يمكن استعمال المحلول الكحولي للعكبر بتركيز 10 - 20 % أو المحلول الزيتي بنفس التركيز أو مرهم العكبر باستبدال الزيت بالزبدة أو الفازلين. يقضي العكبر على الجراثيم ويطهر الجرح و يساعد على التئامه دون أن يترك أثراً ظاهراً, كما أنه مسكن للألم.

علاج التهاب الجلد التقيحي: سواءً أن كان مغبنياً أو وعائياً أو غدّيا,ً فإن استخدام مرهم العكبر بتركيز 20% يؤدي إلى نتائج ممتازة خلال 9- 12 يوم.

علاج الطفح الجلدي: وخاصةً عند الرضّع حيث يؤدي العلاج بالعكبر إلى سرعة الشفاء وعدم حدوث اختلاطات أخرى ويستعمل هنا مرهم العكبر بتركيز 10%.

علاج الصدفية: باستعمال مرهم العكبر بتركيز 20 % مع تناول غبار الطلع لأنه يساعد على الشفاء خلال شهر.

علاج الفطور الجلدية: فعالية العكبر كمضاد فطري ثابتة بالتجارب وبمكن استخدامه لقدم الرياضي بعدة أشكال:

1- محلول زيتي بنسبة 1 عكبر إلى 2 زيت.

2- محلول كحولي بتركيز 10 %.

3- على شكل مسحوق مع بودرة التالك بنسبة 5 - 10 %.

علاج الدوالي: بما فيها المتقرحة باستخدام مرهم العكبر بتركيز 30 % يومياً مع حقن محلول العكبر بتركيز 15 % بالوريد المتقرح ( يجري ذلك بإشراف الطبيب).

أمراض الفم والأسنان: يمكن استعمال مستخلص العكبر بنسبة 4% كمسكّن قوي وكعلاج لأمراض اللثة والتقرحات الفموية والفطور.

الغدة الدرقية: أعطى استعمال العكبر في علاج الغدة الدرقية فوائد كبيرة. يستعمل 30 غ عكبر مسحوق مخلوطاً مع كيلو عسل.

التهاب الحلق والبلعوم: يمكن علاجهبالغرغرة بماء دافئ يضاف له عدة نقاط من العكبر الكحولي في كأس صغيرة من الماء الدافئ، أو عدة نقاط من زيت العكبر، أو باستخدام العكبر المائي